Pages

lundi 30 avril 2012

سيفاكس آرلينز تُذبح من الوريد إلى الوريد بقلم : الياس القرقوري



لم يكن غريبا بالنسبة لي أن تغلق سيفاكس آرلينز ابوابها ويعلن صاحبها عن توقف نشاطها .. بل الغريب حتما لو أنّ عملها قد تواصل ونجحت وكبرت وإستطاعات ان تستقطب وأن تتوسّع وان تصبح شركة عالمية تجوب طائرتها الأرض بالطول والعرض، ويصبح عدد مسافريها بالملايين … نعم فنجاح شركة سيفاكس آرلينز في وطن كوطننا كان سيكون هو المثير للريبة والشك في بلاد درجت ومنذ عقود على الزمن على محاربة النجاح والناجحين وتثبيت أقدام الجهل والجاهلين ..

سيفاكس آرلينز هي اليوم تترنح وقد تسقط بالضربة القادمة إن نجت هذه المرة من القاضية .. وقد لا تستفيق مرة اخرى .. وسط أصوات من مواطني صفاقس يرون فيها ضربا تحت الحزام لولاية عانت من الظلم والتهميش في عهد المخلوع وبورقيبة .. وإن كنت ممن يكرهون نظرية المؤامرة فيما يخص صفاقس وما يقال عن نبذ بقية مواطني البلد لها ولأهلها .. بإعتبار أنّ الكثير من تلك الافكار لا تعشش إلاّ في عقول أصحابها .. وإن كانت الفكرة موجودة عند البعض فهم مهما كثر عددهم يبقون إستثناء وليس القاعدة .. وقد شاهدت وقرأت مئات التعاليق التي لا ينتمي فيها أصحابها إلى ولاية صفاقس ومع هذا فهم ينددون بما حصل لسيفاكس آرلينز لانها وإن كانت إنطلاقتها من صفاقس وصاحبها ايضا إلاّ أنّها في النهاية مشروع تونسي ونجاحه يهم الجميع مثلما فشله أيضا … لذلك فإنّ إثارة النعرات الجهوية وفي هذا الموضوع بالذات لن يتسبب سوى في خسارة اكبر وعزلة مضاعفة في الوقت الذي نحتاج فيه أن تصبح القضية قضية رأي عام من الشمال الى الجنوب وليست قضية تهم ولاية صفاقس فحسب .. ولأنّ ذلك هو الواقع أيضا

سيفاكس آرلينز هي تحتضر اليوم .. وقد تنتهي للأبد .. وسط تهليل المهللين وسعادة الفاشلين الذين لم يخفوا ومنذ البداية إمتعاضهم من ولادة هذه الشركة ووجودها .. ونقصد هنا طبعا أعوان وعمال تونس آر .. ولا يهمني إن كانوا من النقابة أو من اي مصيبة .. لقد رأينا وسمعنا وشاهدنا مستويات منحطة وشعارات في غير موضعها وحقدا أسود على مولود جديد مازال يتلمس خطواته .. والسؤال ألهذا الحد شركة تونس آر بلغ بها الضعف أو ربما الفساد حتى تخاف من شركة طيران فتية بطائرتين فحسب .. وهل نسي بعض عمال شركة تونس آر كيف كانوا يلمعون احذية الطرابلسية ويتنافسون على خدمتهم وهم بشركة طيران اخرى تاكل قوتهم وقوت عيالهم .. وتسرق عرقهم وتهضم حقوقهم وتصب اموالهم فقط في جيوب الفاسدين .. وهم يسبّحون بحمدهم ويطلبون مرضاتهم .. أين كانوا وقتها هؤلاء الّذين يمنعون اليوم شركة سيفاكس آرلينز من أن تطير وتحلق بل ويعنفون مسافريها التونسيين والسياح في مشهد مقزز ومخجل ومنحط يذكرنا بأكثر العصور تخلفا وقذارة ..

ثم ماهو مصير من يريد ان يفتح مشروعا في قادم الأيام .. من الداخل أو الخارج .. تراه كيف ينظر لما يريد تحقيقه وهو يشاهد ويسمع ما حدث مع سيفاكس آرلينز …

مخ الهدرة إنّ ما حدث اليوم لهذه الشركة الخاصة سواء توقفت فعلا أو توصّلت إلى إتفاق .. يحميها ولو قليلا في قادم الأيام.. إنّ ما حدث هو وصمة عار ليس في جبين تونس آر فحسب .. فلها من أوسمة العار ما يكفيها .. ولكن في جبين الوطن .. وإذا ما تواصلت الحكومة في التعامل بمثل هذا التراخي والتململ والحنية المفرطة في ضرب الناجحين والمستثمرين والمبادرين .. فلن نجد بإذن الله وكالعادة على رأس هذه الدولة وفي دواليبها ومستثمريها ورجال أعمالها .. إلاّ الجاهلين والفاسدين والمحتكرين وسرّاق قوت الشعب ومصّاصي عرق الجبين .. وعندها فقط تأكّدوا بأنّنا بحياتنا لن نتقدّم إلاّ إلى الوراء .. ولو أقمنا في كل عام ثورة .. وليس كل مائة سنة ..

يا والله حال ……

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire